رشا عطية

كشفت استشاري العلاقات الاسرية الدكتورة رشا عطية عن وجود ظاهرة خطيرة داخل معظم البيوت وهي "الطلاق الصامت"، موضحة أنها بدأت تتسلل إلي البيوت المصرية بشكل كبير في الآونة الأخيرة.

وأوضحت الدكتورة رشا عطية في حديث خاص إلى موقع " لايف ستايل "، أن هذه الظاهرة "الطلاق الصامت" تعني أن الزوجان يعيشان غريبان فى بيت واحد، كل منهم فى عالمه الخاص، وهو الأمر الذي اصبح ليس ببعيد عن النظر فى معظم البيوت المصرية، حيث فقد الزواج مضمونه ولكن تبقى منه شكله فقط حين تدرك ذلك فأنت على شفى معرفة الطلاق الصامت.

أضافت الدكتورة رشا أن "الطلاق الصامت" حالة نفسية، يشعر فيها أحد الزوجين أو كليهما بمشاعر سلبية تجاه الطرف الآخر، بما يؤدي إلى عدم إمكانية التواصل العقلي والنفسي والجسمي بينهما، وينفرد كل منهما بحياة عقلية ونفسية خاصة، فيستمر الزواج شكلا، وينتهي مضمونا.

وأكدت أن للطلاق الصامت والانفصال النفسي أسباب عديدة  منها شيوع الصمت في جلسات الزوجين معًا، وكذلك صعوبة التفاهم بين الزوجين في الصغيرة والكبيرة، والشعور بغربة كل طرف عن الطرف الآخر، وتباعد المسافات النفسية والعقلية والسلوكية بين الزوجين تدريجيا، وعدم الرضا عن أفكار الطرف الآخر وتصرفاته بشكل كامل، وتسلل الانفصال بين الزوجين في صمت وهدوء، بشكل قد لا يشعر معه أحد الزوجين بالانفصال التدريجي للطرف الآخر عنه.

وكذلك الشعور بعدم تقبل الطرف الآخر نفسيا، وصعوبة تخيل تقبله كزوج، وعدم الترحيب بالحوار معه، ولا حتى السماح له بسرد ذكريات الماضي الجميلة.
وتواصل استشاري العلاقات الأسرية "ومن ضمن أسباب الطلاق الصامت تسرب الملل والفتور إلى العلاقة الزوجية من دون اهتمام الزوجين بالقضاء عليهما منذ ظهورهما في حياتهما الزوجية، والملل والفتور لهما مؤشرات إذا ما لاحظها الزوجان فقد يسهل التغلب عليها قبل استفحال الأمر".

وعدم اعتماد الزوجين مبدأ المصارحة بينهما، وتجنب المناقشات التي تتناول تحليل المشكلات التي يتعرض لها الزوجان، وتجنب فتح الموضوعات التي تحتاج إلى الصراحة في معالجتها، وتعتمد على الوضوح في طرحها، مما يؤدي إلى إقامة حاجز بينهما، ويظل ذلك الحاجز يزداد سمكه بزيادة عدم الصراحة في التعامل.

وكشفت أن العنف المتبادل بين الزوجين يُعد أحد أهم هذه الأسباب، حيث إن سواء كان من قبل الزوج تجاه زوجته، أو كان موجها من الزوجة لزوجها، يثير مشاعر في غاية السوء بين الزوجين أهمها النفور القوي بين الزوجين، والذي يقوم بدوره بتدمير العلاقة بينهما.

ويظن كثير من الأزواج أن العلاقة الحميمة بين الزوجين منفصلة عن العلاقات الشخصية، ويظنها مستقلة عن مسألة الخصام أو الرضا بينهما، فيلجأ كثير منهم إلى طلب ممارسة تلك العلاقة الخاصة جدا بعد الخلافات الزوجية، دون مراعاة لشعور المرأة.

وللأسف الشديد الطلاق الصامت هو خطر يتسلل إلي معظم الأستشارات الأسرية فمعظم الحالات التي تأتيني تعيش تلك الحالة من دون أن يدرون لذا يجب أن نستيقظ لخطورة الأمر وأن يعمل الزوجين على تفادي حدوث ذلك.